إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

630 ـ الملكة فيكتوريا الأولي (1819م ـ 1901م)

ألكسندريا فيكتوريا، ملكة بريطانيا، ويرلندا (1837م ـ 1901م)، حوالي 64 عاماً وإمبراطورة الهند (1876م ـ 1901م). وهي حفيدة جورج الثالث، وفي الرتبة الخامسة من أصل ست أميرات. وقد مات والدها عام 1820م في بداية حياتها فتولت رعايتها أمها في أجواء قاسية وصارمة، فعاشت طفولة تعيسة. وعندما بلغت سن الرشد مات عمها غليوم في 20 يونيو عام 1837م، وكانت هيبة المملكة في أقصى درجات الانحطاط، وتولت عرش بريطانيا في سن مبكرة ودون أن يكون لها سابق خبرة في إدارة شئون الدولة أو السياسة، ولم يكن أحد يتوقع لها ستتربع على عرش بريطانيا وأن تتولى زمام الحكم. وكانت كل هذه الظروف مجتمعة أكبر تحدي أمام فيكتوريا باعتبارها قد أصبحت ملكة بريطانيا، فبدأت بنفسها فكانت مثلاً للاستقامة والنزاهة وتغليب مصلحة المملكة على أي مصلحة أخرى، وأبعدت والدتها عن التدخل في شئون الدولة، فبرهنت عن صلابتها وعزيمتها وقتها وتمسكها بامتيازاتها كملكة للبلاد. وفي عام 1840م تزوجت من قريبها البرنس ألبير (1819م ـ 1861م)، وأنجبت منه تسعة أطفال، متجاوبة في ذلك مع التطلعات الأخلاقية للطبقة الوسطى، فاستطاعت أن تكسب تأييد هذه الطبقة من الشعب وكذلك الطبقات الشعبية. وما لبث أن توفى زوجها فحزنت عليه حزناً شديداً ولبست ثوب الحداد طوال السنوات الأربعين الأخيرة من حياتها. وكانت محافظة بطبيعتها وتربيتها وبقيت كذلك حتى مماتها.

ويعتبر حكمها أطول حكم في تاريخ بريطانيا، وأكثره مهابة، أثبتت خلالها وطنية متصلبة ومحاولاتها المستمرة لإقامة العرش على قواعد صلبة، وتعزيز مكانة العرش. وأبدت اهتماما بسياسات بلادها وكانت تتدخل بجرأة وحزم في كل التعيينات التي تطال العرش مثل الجيش والكنيسة ومجلس اللوردات. والسفراء أو أي موظف كبير ويجب أن يحترم رأيها في كل هذه الأمور على الرغم من أن بعض هذه الأمور من صلاحيات رئيس الوزراء. وقد اقترن عهدها بتقدم بريطانيا السريع في ميدان التصنيع، وعرفت بريطانيا جميع صور التطور والنمو حتى أصبحت مثالاً للملكية الدستورية. كما شهدت فترة ولايتها للعرش نمو واتساع رقعة الإمبراطورية البريطانية. فكانت بريطانيا تسيطر على خمس الكرة الأرضية، وكان يطلق عليها اسم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.